المادة    
ومن الأخطاء المنهجية الملاحظة في كتب الفرق، كـالفرق بين الفرق في غالب الأمور، والملل والنحل في كثير من الأمور، وكذلك الفصل في أمور كثيرة أنه لا يذكر فيها مذهب أهل السنة والجماعة ؛ لأنهم يظنون أن أهل التوحيد هم أهل الكلام، فيقول أحدهم: قالت المعتزلة ، وقال الخوارج ، قالت الفلاسفة ، وقالت الكرامية ، وقالت الماتريدية ، وقال فلان، ولا يذكرون قول السلف؛ لأنهم لا يعدونهم من أهل الكلام، وإنما هم أهل ظواهر نقلية فقط، فليس لهم رأي، ولا يفقهون، هكذا نظرتهم -والعياذ بالله- إلى سلف الأمة، وإلى علماء الأمة، ولذلك فميزة شيخ الإسلام رحمه الله العظمى -وما أكثر ميزاته- أنه أثبت وأحيا مذهب السلف علماً، ودلل عليه وأثبته وبرهنه عقلاً وجدلاً، فأبطل مذاهبهم، ولم يكتف بإبطال مذاهبهم؛ بل بين الحق وأوضحه نقلاً وعقلاً معاً، فقامت به الحجة على هؤلاء، رحمه الله تعالى.
فهم لا يفرقون بين ما يقوله أهل السنة والجماعة ، وبين ما يقوله الخوارج ؛ وخصوصاً في موضوع الإيمان، فيقولون: هما شيء واحد.